سمو
مشرفة قسم اسلامي حياتى+الشعر
عدد الرسائل : 93 ا : تاريخ التسجيل : 16/06/2008
| موضوع: أشرف المكاسب وأعظم المواهب الأربعاء يونيو 18, 2008 5:39 pm | |
| إن محبة الله -عزَّ وجل- أشرف المكاسب، وأعظم المواهب، وفضائلها لا تُعدُّ ولا تحصى، ومن تلك الفضائل ما يلي: 1- أنها أصل التوحيد وروحه:قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: "أصل التوحيد، وروحه إخلاص المحبة لله وحده، وهي أصل التألُّهِ، والتعبد، بل هي حقيقة العبادة، ولا يتمُّ التوحيد حتى تَكْمُل محبةُ العبد لربه، وتسبق جميعَ المحابِّ، وتَغْلِبها، ويكون لها الحكم عليها؛ بحيث تكون سائر محاب العبد تبعًا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه"[1].
2- أن الحاجة إليها أعظم من الحاجة إلى الطعام والشراب، والنكاح:قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ففي قلوب بني آدم محبة لما يتألهونه ويعبدونه، وذلك قَوَام قلوبهم، وصلاح نفوسهم، كما أن فيهم محبةً لما يطعمونه، وينكحونه، وبذلك تصلح حياتهم، ويدوم شملهم. وحاجتهم إلى التأله أعظم من حاجتهم إلى الغذاء؛ فإن الغذاء إذا فُقِد يَفْسُد الجسم، وبفقد التأله تفسد النفس"[2]. وقال ابن القيم -رحمه الله-: "فكيف بالمحبة التي هي حياة القلوب، وغذاء الأرواح، وليس للقلب لذة، ولا نعيم، ولا فلاح، ولا حياة إلا بها. وإذا فقدها القلب؛ كان ألمه أعظمَ من ألم العينِ إذا فقدت نورها، والأذن إذا فقدت سمعها، والأنفِ إذا فقد شمّه، واللسان إذا فقد نُطْقَه؟! بل فساد القلب إذا خلا من محبة فاطره، وبارئه، وإلهه الحق أعظم من فساد البدن إذا خلا من الروح. وهذا الأمر لا يصدِّق به إلا مَنْ فيه حياةٌ، وما لِجُرْحٍ بميت إيلام"[3]
3- تسلِّي المحب عند المصائب: قال ابن القيم -رحمه الله-: "فإن المحب يجد من لذة المحبة ما يُنْسيه المصائب، ولا يجد مِنْ مسِّها ما يجد غيرُه، حتى كأنه قد اكتسى طبيعةً ثانيةً ليست طبيعةَ الخلق. بل يَقْوَى سلطانُ المحبةِ حتى يلتذَّ المحبُّ بكثير من المصائب التي يصيبه بها حبيبه أعظم من التذاذ الخليِّ (العاري من المحبة) بحظوظه وشهواته"[4].
4- أنها من أعظم ما يحمل على ترك المعاصي:قال ابن القيم -رحمه الله- في معرض حديث له عن محبة الله: " وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه؛ فإن المحب لمن يحب مطيع، وكلما قَوِي سلطانُ المحبةِ في القلب؛ كان اقتضاؤه للطاعة وترك المخالفة أقوى. وإنما تصدر المعصية والمخالفة مِنْ ضَعْفِ المحبة، وسلطانِها. وفرْقٌ بين من يحمله على ترك معصية سيده خَوْفُه من سوطه وعقوبتِهِ، وبين من يحمله على ذلك حبُّه لسيده ". إلى أن قال -رحمه الله-: " فالمحب الصادق عليه رقيبٌ من محبوبه يرعى قَلْبَه، وجوارحَه. وعلامةُ صدقِ المحبة شهودُ هذا الرقيبِ ودوامُه. وها هنا لطيفة يجب التنبُّه لها، وهي أن المحبة المجرَّدة لا توجب هذا الأثر ما لم تقترن بإجلال المحبوب وتعظيمه؛ فإذا قارنها الإجلال والتعظيم؛ أوجبت هذا الحياءَ والطاعةَ، وإلا فالمحبة الخالية عنهما إنما تُوجب نوعَ أنسٍ، وانبساط، وتذكُّر، واشتياق. ولهذا يتخلَّف أثرها ومُوجَبُها، ويفتِّش العبد قلبه فيرى نوع محبة لله، ولكن لا تحمله على ترك معاصيه، وسبب ذلك تجرّدها عن الإجلال والتعظيم؛ فما عَمَرَ القلبَ شيءٌ كالمحبة المقترنة بإجلال الله وتعْظيمه. وتلك من أفضل مواهب الله للعبد، أو أفضلُها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"[5].
5- أنها تقطع الوساوس:قال ابن القيم -رحمه الله -: "فبين المحبة والوساوس تناقض شديد كما بين الذكر والغفلة؛ فعزيمة المحب تنفي تردد القلب بين المحبوب وغيره، وذلك سبب الوساوس. وهيهات أن يجد المحب الصادق فراغًا لوسواس الغير؛ لاستغراق قلبه في حضوره بين يدي محبوبه[6]. وهل الوسواس إلا لأهل الغفلة والإعراض عن الله -تعالى -؟ ومن أين يجتمع الحبُّ والوسواس؟ لا كان مَنْ لسواك فيه بقيةٌ * فيها يُقَسِّم فِكْرَهُ ويوسوسُ 6- تمام النعيم، وغاية السرور:فذلك لا يحصلُ إلا بمحبة الله -عزَّ وجل- فلا يغني القلبَ، ولا يَسُدُّ خلَّتَه ولا يشبعُ جوعته إلا محبته، والإقبال عليه -عزَّ وجل- ولو حصل له كل ما يلتذُّ به لم يأنس ولم يطمئن إلا بمحبة الله -عزَّ وجل -. قال ابن القيم -رحمه الله-: "وأما محبةُ الرب -سبحانه- فشأنها غير الشأن؛ فإنه لا شيء أحب إلى القلوب من خالقها، وفاطرها، فهو إلهها، ومعبودها، ووليها، ومولاها، وربُّها، ومدبرها، ورازقها، ومميتها، ومحييها؛ فمحبته نعيم النفوس، وحياة الأرواح، وسرور النفوس، وقوتُ القلوب، ونور العقول، وقرة العيون، وعمارة الباطن؛ فليس عند القلوب السليمة، والأرواح الطيبة، والعقول الزاكية أحلى، ولا ألذُّ، ولا أطيبُ، ولا أسرُّ، ولا أنعمُ من محبته، والأنس به، والشوق إلى لقائه. والحلاوة التي يجدها المؤمن في قلبه فوق كل حلاوة، والنعيم الذي يحصل له بذلك أتمُّ من كل نعيم، واللذة التي تناله أعلى من كل لذة ". إلى أن قال: "ووجَدَانُ هذه الأمور، وذوقُها هو بحسب قوة المحبة، وضعفها، وبحسب إدراك جمال المحبوب، والقرب منه. وكلما كانت المحبةُ أكملَ، وإدراك المحبوب أتم، والقرب منه أوفر؛ كانت الحلاوةُ، واللذةُ، والنعيمُ أقوى. فمن كان بالله -سبحانه- وأسمائه وصفاته أعرف، وفيه أرغب، وله أحب، وإليه أقرب؛ وجد من هذه الحلاوة في قلبه ما لا يمكن التعبير عنه، ولا يُعْرَف إلا بالذوق والوَجْد. ومتى ذاق القلب ذلك؛ لم يُمْكِنْهُ أن يقدِّم عليه حُبًَّا لغيره، ولا أنسًا به. وكلما ازداد له حبًا؛ ازداد له عبودية، وذلًا، وخضوعًا، ورِقًَّا له، وحرية عن رق غيره"[7].
للشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد –حفظه الله- | |
|
*الوردة الوردية* مشرفة قسم القصص والروايات
عدد الرسائل : 71 ا : تاريخ التسجيل : 15/06/2008
| موضوع: رد: أشرف المكاسب وأعظم المواهب الأربعاء يونيو 18, 2008 5:54 pm | |
| | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: أشرف المكاسب وأعظم المواهب الخميس يونيو 19, 2008 1:18 am | |
| |
|
طموح المعالي
المدير العام
عدد الرسائل : 66 ا : تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: أشرف المكاسب وأعظم المواهب الخميس يونيو 19, 2008 2:08 am | |
| | |
|