طمــوح المعـــالـي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طمــوح المعـــالـي

إسلامي - ثقافي - أدبي - علمي - تقني
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 متى تتلاقى ارواحنا ؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 2:35 am

الجزء الاول

رجعت بذاكرتي قليلا الى الوراء من اثنتى عشرة سنه يوم ان كانعمري ثمان سنوات وترائت تلك الذكرى امام ناظريي وكاني اعيشها الانطرقات شديدهعلى البابابي يقوم فزعا ليرى من يكون، انهم جنوود من الروس امي ادخلتني فيالغرفه خوفا علي، صوت صياح وصراخ وتكسير كانت اختي تبكي وتصرخ بعدها سمعنا طلقاترصاص خرجت امي،بعدها عم الهدوء المكانعلمت فيما بعد ان الجنوود كانو سياخذونالسلاح من ابي لم يرض بذلك ، ضربوه بالرشاشات التي معهم ، اختي هجمت عليهم تدفعهمبعيدا عن ابي اطلقو عليها الرصاص امي عندما خرجت ورات ذلك لم يستحمل قلبها المريضذلك المشهدرايت اهلي موتى حولي. نعم لقد ماتوا لقد قتلوهم الروسالحاقدينلم اذرف دمعة واحدة ماكنت فيه لم يكفيه دمووع وان غرق قلبي ببحرمنها فقدان اهلي ووضعي الان لوحدي صدمني كثيراضمتني خالتي الى اولادها الكثروكنا في حال لا يعلمها سوى اللهعرفت ايضاً ان الصرب فجرو حينا كله ولم يبقى سوىالانقاضتوقفت الحرب ، لا انها لم تكن حربا ، الحرب يكون االقتال فيها منالطرفين انهم لم يعطونا حتى حق الدفاع عن انفسنا.
كانت ايام مريره مضتالانعمري شارف العشرين والى الان لم انسى تلك الحادثة ولا اضنني سانساها .


اعتدت بعد نلك الاحتلال كل يوم بعد صلاة الفجر اذهب لارى انقاض بيتاهلي لاذكر امي كيف كانت تضمني الى صدرها وتقص علي القصص قبل لن انام لاحلم بها فيمنامي كانت تقص لي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن صحابته زرعت في قلبي الحبلهماذكر ابي وهو عائد محمل بتلك الاكياس التي فيها مانحبه من الفاكههلاخذهامنه فيحملني اليه عاليا واضحك بسعادةاختي اللي كانت تريني ماابتاعته من جهازها، لقد كانت تستعد للزواج ولكنها لم ترى يومهاالذي كانت تنتظره .
يهزني الشوقاليهم كثيرا . واطرق رأسي باسى ذات يوم وانا عائد من هناك كعادتي عندما اقتربت منبيتي حاليا (بيت خالتي) سمعت صوتا جميلا جدا كان صوت فتاة تقرأ القرآن بصوتشجيلم يكن لخالتي بنات فاستغربت كثيرا . التفت حولي كانت ابنة الجيران الجددالذين نزلوا بالمنزل الذي يلينا وكان معها اخوها الصغير الذي لا اضنه يتجاووزالعاشره من عمره يلعب حولها . كانت جالسة على كرسي في حديقتهم الصغيرة وبيدهاالمصحفوجهها يشع نورا كانه فلقة من القمر لم يظهر لي سوى وجهها ويديهاالصغيرتاناعجبني ايمانها وتمسكها بدين الله رغم صغر سنها الذي لا اضن انه بلغالعشرين لقد بدت لي اصغر من ذلك . لم تكن رؤيتي لها الاخيرة كنت اراها بااستمراربعد ذلك .اصبحت افكر فيها دائما ربما احببتها والحب لابد ان يكلل بعقد شرعي ولكنربما كان اعجابي بها طارئا ، لما انا مستعجل الايام كفيله لإعلم مشاعري نحوها.وسارتحياتي على و تيرتها واعتدت ان اراها كل يوم هي واخيها بعد عودتي من اطلالذكرايوفي يوم ما لم ارها وافتقدتها نعم افتقدتها اصبحت احس بالقلق جداعليها لم انم تلك الليلة من التفكير فيهالم لم تخرج كعادتها وتقرأ القرأن ككليوممرت تلك الليلة بطيئة علي جدا لم اصدق ان الفجر قد طلع وبدأت اشعته بالظهورمعلنة بدأ يوم جديد ملئ باحزانه وسروره توضأت وذهبت للمسجدعندما خرجنا للصلاةلم اذهب الى اطلال بيت اهلي كالمعتاد ذهبت الى بيتنا مررت ببيتها لم اجدها ربما لمتخرج بعد ربما لا يزال الوقت مبكرا جلست عند باب بيتنا مر الووقت ولم تخرجانتصفالنهار ولم تخرجلا اعلم ما افعل، نعم سأسأل اخوها الصغير انه دايما يصلي فيالمسجدارتفع أذان الظهر ذهبت لاصلي في المسجد ودعيت بأن تكون بخير في صلاتيسلمنا ووجدت اخوها على يساري سلمت عليه وطلبت منه المرافقة الى طريق العودهانهلطيف جدا وذو اخلاق عاليه رغم صغر عمره سالته ووقلبي ينبض بقووه : لم ياصغيري لماراك اليوم ويوم امس تلعب بعد صلاة الفجر نضر الي بحزن قائلا ان اختي ...... فيهاحمى شديده وانا حزين عليها . احسست بضيق شديد وحزنت كثيرا علمت بعدها ان حبي لها لميكن مجرد اعجاب بل اني اريدها ولابد من ان اكلم خالتي عنها ،مرت الايام ومنكثرة تفكيري فيها في ذات يوم كنت مع خالتي في المطبخ هي تعد طعام الافطار وكنالوحدنا استغليت الفرصه
_ خالتي مارايك في جيراننا الجدد
_ التقيت بأمهمبالأمس بدت لي لطيفهانا بترقب_ لم تلتقي بغيرها
_ لا ، لم انت مهتم بهمووتسأل عنهم؟اصبحت مترددا لكن حسمت الامر وقلت : الحقيقة اني رأيت ابنتهمواعجبتني كثيرا.....وو صمت بترددقالت بمكر:نعم وماذا ايضا؟قلت واحس انوجنتاي علاهما الخجل:اعني انني ساكمل الصيف القادم احدى عشرين سنه واريد ان اكملتصف ديني.
ابتسمت خالتي بحنان واحسست في عيونها الفرح، ردت علي قائله:
محمدياولدي لقد كبرتذهبت اليهم في نفس الاسبوع ووخطبتها لي و قالوا لها دعينا نسألعنه و نسأل البنت نفسها وليأتي بعد اسبوع لنراه ونخبره ردنامر ذلك الاسبوعثقيلا ولم اراها كذلك بعدما خطبتها .
خفت كثيرا اخاف ان ترفضني او ان اهلها لميرضوا بياصبح اليأس افرب الي من التفاؤلندمت اني خطبتها كنت على الاقلسيكون هناك قليل من الامل في القيا بها والان ان رفضوني لابد ان انزع ذلك الامل منقلبيانقضى ذلك الاسبوع ترددت في الذهاب دخلت بيتنا ورأيت خالتي
_ لقد عدتسريعا لم انت مضطرب لا تقل لي انهم رفضوا
_ لا لم اذهب اني خائف من الرفض
_ توكل على الله يابني اني احس انها لك
_ حقاً ياخاله
_ نعم يابني اذهب الانلقد تأخرت عليهم كثيراخرجت مرة اخرى اتجهت الى منزلها ووانا اجر قدمي جرا طرقتالباب وانا لا اسمع الا طرقات قلبي فتح لي الياب رجل متوسط السن ذو لحية صغيره بدىالشيب يغزوها له هيئة وقوره توقعت انه والدها وكان توقعي صحيحا ادخلني والابتسامهتنور محياهتلك الابتسامه ريحتني قليلا من اضطرابي تكلم معي كثيرا سالني عنآمالي و اهتماماتي قال لي انه لا يهتم بالمادة انما يهتم بالرجل نفسه كلمني ايضاعنها اخبرني بانها تحاول حفظ القرأن و تتمنى ان تموت شهيدة .
بعد ذلك تشجعتقليلا وقلت : ياعم لم تقل لي الى الان عن رايكم في الخطبه .وقف وقال : انتظر ساجلبلك الفاكهه واقول لك .
ذهب حتى قبل ان اعترض انا لم اتيي لاكل لقد زادني قلقاعاد ومعه صحن به فاكهه مرتبه بطريقه بسيطه وجميله ووضعها امامي قائلا والابتسامهالتي اضات محياه قد اختفت :اخبرتني فاطمه انك تراقبها منذ فتره عند خروجها الصباح . دق قلبي بسرعه لقد بات الرفض وشيكا........


الجزء الثاني

تابع والدها وقد خفت نبرة الحزم من صوته : و أي أب طبيعي يعلم بذلك لرفض من دون حتى أن يفكر لكن بالتفكير بالعقل فالرجلالذي يعجب بفتاة ويسارع لخطبتها حتى من دون ان يكلمها فان ذلك التصرف يدل علىرجولته وأمانته.
ثم أنشرحت أساريره وأردف : يابني يسرني أن نقبلك كزوج لإبنتي .
لا أستطيع أن أعبر مافي نفسي من فرح و لا ماملئى كياني من حبور ، احس بحياتياشرقت سعادة من جديد ، سعادة لم أحس بها منذ فقدي لأهلي .
ربما تهمكم تفاصيلماحدث بعد ذلك لكنها لاتهمني بقدر ماانها ستكون زوجتي .
طلبت من أبيها ان اجلسمعها و أكلمها للاسف رفض معللا باني بعد عقد القران سأتي واراها متى مارغبت واني قدرئيتها من قبل فلا داعي لرؤيتها الان ، اطرقت راسي خائب الامللكن سرعان مااستعدته عندما حدد حماي موعد عقد القرانلقد بقي أسبوعان من الزمن لكي تكونفاطمه زوجة ليمر ذلك الاسبوعان ابتعت خلالهما بدله جديدة وهديه بسيطهلهاجاء ذلك اليوم الذي انتظرهمضينا الى بيت حماي رحب بنا بوجهه البشوشوضيفنا بالشاي وقطع من الحلوىبعد ذلك آتى الشيخ الذي يحمل دفترا مخصصا لعقدالقران وقعت به بعد ان تم القبول والرضىطلبت من والدها الدخول والسلام عليها .
أدخلني في غرفة صغيرة بها قطع كراسي مرتبه وطاوله عليها مزهرية .ابتسم وقال: ستأتي الآن .
ذهب وتركني اراها لوحدي ،اعتقد ان ذلك افضل .جلست على أحد الكراسيمتأملاً المكان . سمعت طرقاً خفيفاً على الباب ثم انفتح ودخلت فتاتي ................................
ألقت السلامببساطه لقد كانترائعةالشعر المسترسل الاسود الكثيفعلى أهدابها بقايا كحل وعلى شفاها احمرشفاه زهري اللون كثوبها الحريري .
خطت بخطى خفيفة نحو الكرسي المقابل ليوقفتوكنت قد نسيته من لحظه دخولها . سلمت عليها مصافحا
_ كيف حالك فاطمه؟
- (بخجلواضح) الحمد لله وأنت ؟لم نتكلم كثيراً في لقائنا الاول ربما رهبة اللقاءوالخجل المنتاب انستنا الكلام.
تعددت لقائتنا بعد ذلك واكتشفت خلالها الرقة والشفافية والقوة فيها في آن واحدرقة الانثى وشفافية الطيبة التي تحملها وقوةالحق والدين .
في ذات يوم و أنا كنت متجهزا للذهاب اليها قبل ان اخرج سمعتمسخدوف وبكييف ابناء خالتي يتكلمان:
مسخدوف:- أسمعت بجماعة أبنالخطاب.
بكييف:- نعم ، وأفكر جديا أن ألتحق بها.
أنا:-ماهي هاذهالجماعة؟بكييف:- انها جماعه تستقبل الشباب المسلم وتعمل لهم دورات شرعيهوعسكريه.
مسخدوف:-تدربهم على مختلف انواع الاسلحه كما تعلم ان الروس بعد تلكالحرب يفكروا جديا في الدخول مرة اخرى.
احسست بالكره والضيق الشديد وقلت:-
لميكفيهم مافعلوه لكي يدخلوا مرة أخرى .
خرجت وانا اريد ان اهرب من كلامهملقدفتحوا جراحا كادت ان تندمل ،تذكرت أهلي الذين انشغلت عنهم ذهبت مرة أخرى الىالاطلال لتعود الي ذكرياتي من جديد .
وأنا في غمرة احزاني تذكرت فاطمه ، لقد كنتفي طريقي لهاقد تقلق عليذهبت اليها وفعلا وجدتها كذلكأحسست من عينيهاعتاب واضح وان لم تنطق بهقالت:- مابك يامحمد ؟ تأخرت ولم أعتد منك ذلك وأيضامالي اراك حزين ؟قصصت لها ماحدث أحسست انها سعيده تفاجأتلم هي كذلك؟ولماحتمل أن ابقي السؤال في داخلي فأظهرتهقالت:لا تستغرب إني سعيدة لقد انتظرت أنتكون مثل هذه الجماعة كثيراً .
_ أتضنين انها تفيد في وجه الروس الملاعين.
_ لم لا وهم يحملون راية التوحيد ان الله معهم.
_ وهل ستبقى هذه الشجاعة التييبنونها عند الملاقاة
_ يا عزيزي . اننا بحاجه لهم، ابنائنا ونسائنا بحاجه الىالامان الى الدفء الى من يدافع عنهم فبالله عليك من يدافع عنا اذا كان رجالنالايملكون تلك الشجاعة.
_ أعلم ذلك . لكن هم عندهم مايخيفنا من اسلحه وعتاد .
أطرقت قليلاً أحسستها تفكرثم قالت:انتضرني لحظات.
جاءت بعد مدة وجيزة تحملمعها كتاب يشبه المصحف كثيراً
_هذا يامحمد ترجمة للمصحف ومعانيه أرجو أن تقرأهوتعلم بعد ذلك هل سنستطيع ان نملك الشجاعة أو لا أرجو أن تتقبله مني هدية .
سررتباهتمامها بي وسررت اكثر بهديتها.
غيرت مجرى حديثي فوراً :
متى ياحبيبتيتريدين الزواج؟اعتلت حمرة الخجل عليها ثم قالت: آجل الامر قليلاً فاانت تعلم انالبلاد مضطربه.
_ لاشأن لي لم أعد اطيق الصبر.
_ والبلاد
_ وماشأنها؟
_ انسعد وغيرنا قلق.
_ ان هذا مايريده العدو ان نكون قلقين ولا نعيش حياتنا
_ وإذا هاجمونا
_ إذا هاجمونا فلكل حادث حديث.
بدت مضطربه قليلا احتضنتهابحنان
_ لا تقلقي لن تندمي بإذن اللهاطرقت رأسها واحسست انها أطمئنتقليلاً
_ اسبوعان اضن انه يكفيك
_ لا ان هذا قريب لايكفيني لأتجهز
_ إذاًشهر ولن اسمح بأكثر من ذلك يكفيني صبراً عنكابتسمت خجلى وقالت:- كماتريد.
خرجت من عندها وأنا بحال آخرى غير تلك الحال التي دخلت بها .
يالهي متىينتهي هذا الشهر؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 2:43 am

الجزء الثالث

في المساء بعد ان تناولت وجبة العشاء .ذهبت الى غرفتي التي لم تكن لي لوحدي ،وكان بودي أن أنفرد لوحدي ولو لم يكن بداية الشتاء لخرجت من البيت .
أصبحت اكرهه فمنذ بدءه لم أعد أرى فاطمة الفجر لقد أصبح الجو بارد للغاية.
تناولت الكتاب وبت أقرأ وكل كلمة أقرأها تفتح عيني على أشياء جديدة لم أكن أعلم بها ، نعم كنت أعلم شعائر الدين وأنه يتوجب علينا عبادة الله الرازق لنا و الواهب لكن لم أقرأ كثيراً في الدين لم أعلم عظمة خلق الله وجبروته، لم أعلم مدى العناء الذي يواجهه الأنبياء عند دعوتهم لله والعذاب الذي لاقوه ومدى ثباتهم على الحق ، وهم الصفوة من البشر .
لم أكن أقرأ الكتاب بترتيبه وإنما أختار أي صفحة تقع عيني عليها فأقرأها ، عندما اغلقت الكتاب أحسست بحب كبير جدا ناحية فاطمة لم يكن باعث ذلك الفطرة التي تحبب الرجل في المرأة إنما حب من نوع غريب حب الغريق لليد التي تنتشله. قررت أن أخصص من يومي وقتاً لقراءة هذه الترجمة.انتزعني من أفكاري بكييف داخلا للغرفة إنها ليست لي لوحدي وأنا لا أتضايق من ذلك وإنما تعلمون إن المرء بحاجه لان ينفرد بروحه أحياناً.
ألقى السلام ورأيت في عينيه الرغبة في الكلام وكان إحساسي صادقاً
_ محمد ما بك لم تضايقت من كلامنا اليوم العصر؟
كان بكييف من أقرب الناس لنفسي ربما لأنه معي في الغرفة لذا أجبته بصراحة:
_ لقد تذكرت والداي وأختي
_أحتسبهم عند الله واصبر.
_الحمد لله على كل حال.
مرت فترة صمت بددها بكييف
_أتعلم أن أستغرب منك فوفاتهم مر عليها أكثر من اثنتي عشر سنه وأنت يامحمد كأنك لم تفقدهم إلا من شهر.
_لا تلمني لا استطيع أن أنساهم.
_أنا لا أقول انسهم بل دعهم في قلبك لكن لما الحزن والكآبة.
صمت لا اعلم ماذا أجيب
_ محمد سأسألك سؤال وأجبني بصراحة.
_قل ما عندك؟
_ أتضن أن والديك لو كانا على قيد الحياة أيرضان أن تكون حزين ومهموم.
_ طبعاً لا
_ إذاً لماذا تفعل ذلك بعد وفاتهما؟
إنه على حق لو أبي وأمي على قيد الحياة لم يرضيا بذلك
_دعنا من ذلك الآن ،أسمعت آخر الأخبار ؟
_ لماذا ماذا حصل؟
_ أنت تعلم أن ابن خطاب يجمع الشباب لتدريبه.
_ نعم .
_ بعد أن جمعه علم انه لن يحصل على جيش كبير يستطيع مواجهة الروس .
_ وما الحل، ماذا سيفعل؟
_ قرر انه سيعمل بمبدأ حرب العصابات.
_ لم أفهم.
_ سيجمع الكتائب ويكونون في مواقع غير معروفه لأحد حتى الشيشانين ماعدا الذين معه بالطبع.
_ وما الفائدة من ذلك؟
_ يترصد لأماكن العدو ويهاجمهم دون إن يستعدوا .
_ انه ذكي
_ انه كذلك
رأى ساعته وقال:
_ لقد تأخر الوقت ولم ننام.
استلقيت على فراشي وأنا أفكر في تلك الكتائب
بينما قام بإغلاق النور
_ أتفكر يا بكييف بالانضمام إليهم؟
_ نعم لكن لم أخبر أمي وأنا متخوف من ردة فعلها.
_ أتظنها تمانع؟
_ ربما، وأنت أتفكر بالانضمام؟
_ حقيقة لا أدري.
_ أنت تحب فاطمة وأضنها السبب الذي يجعلك متردد أليس كذلك؟
_ ربما هي من الأسباب لكن أتعلم من ذلك اليوم الذي فقدت والداي فيه وأنا أحاول أن أنزع الخوف المزروع في داخلي من الروس الملاعين.
لم أعد أسمع صوته إنما سمعت صوت غطيطه، لقد نام.

مر ذلك الأسبوع ذهبنا أنا وفاطمة فيه نبحث عن منزل لنا وجدنا واحداً سعره مناسب لنا لكنه صغير يحتوي على غرفة نوم وغرفة جلوس ومطبخ صغير جداً و دوره مياه .
تطورت علاقتي بفاطمة فاصبحنا نتدارس القرآن ونكتشف أشياء جديده علينا يتخللها عبارات الحب البريئة التي كانت من طرفي انا طبعاً
لقد كانت أياماً رائعة وبداية تغير كبير في حياتي وطريقة تفكيري .
ومن اللحظات التي لا أنساها في يوم ما عندما كنا نتكلم أنا وفاطمة عن بيت المستقبل وكيفية تأثيثه
قررنا أن نذهب لنبتاع أثاث بسيط من محلات الأثاث المستعمل يتكون من غرفة النوم وكراسي وطاوله لغرفة الجلوس بإلاضافة إلى دولاب كبير نسبيا للمطبخ مع أدواته.
قلت لها :
_ لا أصدق لم يبقى إلا أسبوعان على الزواج.
قالت وهي خجلى:
_ دعك من إحراجي.
_ لماذا تحرجين وأنا زوجك .
صمتت وأنا بمكر متظاهراً الأسى والحزن قلت:
_ أعتقد انك لم ترغبي بي.
رأيت عيناها مدهشتان وأرادت أن تقول شي لكني لم أدعها وأكملت ما بدائته متظاهرا بزيادة الحزن:
_ وأعتقد أيضاً انك لا تحبينني.
اندفعت تقول:- بالعكس. وصمتت عندما رأت عيني فقد أدركت ذلك المكر الذي لم أستطيع أن أخبئه
_ وما العكس أتحبينني إذاً؟
قالت بخجل شديد : محـــمد ليس هذا وقته.
_ ومتى وقته؟
_ محمد لا تحرجني.
ضحكت بقوة وقلت : لقد تأخر الوقت
وقفت وقلت لها: موعدنا غداً إذا
_ أن شاء الله
وخرجت وأنا أحس بالسعادة متوجهاً لبيتنا دخلت ووجدتهم جميعاً ماعدا مسخدوف
جلست أتحدث معهم وكان أغلب حديثنا عن الروس وأحوال البلاد وفي غمرة حديثنا قالت خالتي:-
لقد تأخر مسخدوف وليس بعادته ذلك؟
_ الغائب عذره معه ياخالتي.
لكن سرعان ماسمعنا صوت المفتاح يدور
_ قري عيناً ياأمي هذا هو قد جاء.
دخل علينا وقمنا كلنا منذ رؤيته
لقد كان يلهث بشده ووجهه ممتقع للغاية قال بلهجة مفجوع:
كارثـــة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 2:44 am


الجزء الرابع


لقد كان يلهث بشده ووجهه ممتقع للغاية قال بلهجة مفجوع:
كارثـــة
أكمل: لقد دخل الروس المدينة أبادوا شارع كامل هنا
_
أين؟
_
في الشمال ، شمال غروزني.
هوى قلبي لم أضن أنهم سيدخلون بهذه السرعة وأيضاً يفجرون شارع كامل.
تخاوت قدماي رميت نفسي على أحد الكراسي
لقد عاد الخوف مرة أخرى وعادت الذكريات الأليمة مجدداً
أحسست بحاجةٍ إلى القرآن فمضيت إلى كتاب الله أقرأ فيه حتى هدأت وأحسست بالطمأنينة
استلقيت على الفراش تذكرت كلام فاطمة عن حاجة النساء والأطفال لنا
أحسست بقدر من الشجاعة لكنها لم تكن كافية لذا قررت أن أرى جماعة ابن الخطاب
عندما رأيت بكييف قبل النوم قلت له:
_
بكييف أريد أن أرى جماعة أبن الخطاب.
_
سأبحث عنهم أنا أيضا أريد أن انظم إليهم.
_
ألا تكن تعلم مكانهم؟
_
كنت اعلم لكن الآن بعد دخول الروس سيختفون عن الأنظار
_
وما لعمل؟
_
لا تقلق سأسأل من أعرفه وبإذن الله سأجدهم.
استلقى على سريره ومضى في أفكاره ولم أشأ أن أزعجه
في الايام التي تليها لم يكن مدار حديثنا سوى مااستجد من الاخبار
التقيت بفاطمة وكما ضننت حاولت التأجيل ورفضت
اتفقنا أخيرا على أن يكون الحفل مقصورا على خالتي وأبنائه ا بالإضافة إلى أهلها فالأوضاع لا تسمح بأكثر من ذلك.
وفي صبيحة أحد الأيام جاء فيه أحد أصدقاء بكييف يقول لنا أنه علم مكان جماعة ابن الخطاب وانهم لن يبقوا فيه وسيذهبون بعد ساعات .
ذهبنا اليهم ولم يكن لقاءه سهلاً فتشونا جيداً قبل ان ندخل
رحب بنا بوجهه البشوش وأخبرنا عن كيفية عملهم ، رأيناهم يتدربون على الأسلحة بأنواعها ، رأينا فيهم أيضاً الشجاعة والإقدام ،خجلت من نفسي حينها
قطعت وعدا على نفسي بان انزع من نفسي الخوف وأنظم إليهم بعد زواجي الذي لم يبق عليه إلا أيام معدودة
في طريق العودة كان صامتين كل يبحر في أفكاره
قال بكييف قبل وصولنا بدقائق :
_
أتعلم يا محمد لقد بثوا الفخر فيني فإذا كان كل شباب المسلمين بتلك الشجاعة التي يحملونها فنحن بخير.
_
نعم أنهم كذلك.
قال وهو ينظر للإمام وهو يشير :
_
انظر إلى الصبي انه يريدنا.
ألتفت ورأيت صبي صغير يتجه نحونا مسرعاً قلت:
_
إنه أخ فاطمه الصغير
كان مضطرباً وخائفاً توجهنا له
_
ما بك ياصغيري
قال وصدره يعلو ويرتفع من الجهد الذي بذله :
_
محمد............ الروس ................فاطمة
منذ أن ذكر الروس وبعدها فاطمة جاءتني شجاعة غريبة نسيت الخوف المزروع داخلي
لم أنتظر لأسمع ما يقول ركضت وبقوة وكان ورائي بكييف
قبلها بدقائق معدودة وفي بيت فاطمة
كانت الأسرة جميعها متواجدة ماعدا والدة فاطمة التي كانت في زيارة لأحدى الجارات
طرق الباب بشده
ذهب والد فاطمة لفتح الباب
بينما دخلت فاطمة وأخيها في إحدى الغرف
اقتحم جنديان من الروس المنزل
جاءا لسلب المكان
رأتهم فاطمة ثم التفت إلى أخيها وأمسكته من كتفيه الصغيرتان
_
أذهب إلى محمد وقل له فاطمة تريدك وقل له جنود الروس في بيتنا هيا أسرع ولا تخف واخرج من الباب الخلفي.
منذ لحظة خروجه من البيت دخل أحد الجنديان المكان
أطلق صفير معجب من شفاه ونظرات الغدر في عينيه
_
مرحباً يا حلوه.
فزعت فاطمة من نضرته
دارت عيناها في المكان باحثة عن أي شي يصلح كسلاح
أقترب منها محاولاً جذبها إليه ضربته بقوة على صدره ابتعد في الم
_
يا لعينة.
هربت من يديه محاولة الحصول على أي شي تحمي نفسها به
تذكرت صندوق المعدات القريب أسرعت إليه
فتحته ،قبل ان تمسك بأحدها أمسكها من وسطها وجذبها اليه ثانية قائلاً
_
لا تحاولي ساأحصل على مااريد
بدت قوتها كأنثى تخور أمام قوته .
بدء بنزع ملابسها في قسوة وهي تدفعه عنها بأقوى ما لديها من قوة.
سمعا صوت أقدام
دخل عليهم الجندي الاخر :
_
هيا بنا لنسرع انني ارى شابين متجهان الى هنا ، هنالك مخرج بالخلف فلنذهب من هناك.
التفت الجندي نحو فاطمة وكان قد تركها
_
لن أدعك بسلام.
ثم أكمل وهو يرى الرعب في عينيها
_
أطلق النار

.................................................. .....................
اقتربت من المنزل سمعنا طلقات رصاص دفعنا الباب بقوة رأينا والد فاطمة مرمى على الأرض فاقد الوعي
مضى إليه بكييف ليسعفه
ذهبت أنا للبحث عن فاطمة سمعت أنين في إحدى الغرف دخلت فوجدتها ممده على الأرض
يا الهي إنها تنزف لقد أطلقوا النار عليها الجبناء
أسندتها الى كتفي ممسكاً يدها بحنان وحب شديدين
_
حبيبتي
صرخت بقوة: بكييف أجلب الإسعاف بسرعة
قالت بضعف:لا .....محمد .......لقد .......... جاء ....... اجلي
_
لا تقولين ذلك سيأتي الإسعاف وستشفين
_
محمد .... أأنت .........راضي .........عني
سعلت بقوة وخرج الدم من فمها متدفقاً على ملابسها وملابسي
_
لا تتكلمين ستتعبين
_
دعني .......سأستريح .......... أأنت ....راضي ...عني
قلت والحزن يقطع قلبي: نعم يا حبيبتي راضي لكن لا تقولي شيئاً
أخذت تسعل بقوة
صرخت مرة أخرى: بكييف ..أسرع.
أحسست بيدها تضعف وتضعف ووجهها يمتقع
ثم لم أعد أرى عليها سيما الحياة
صرخت: فاطمة لا تموتي و تتركينني
ضمتتها إلي بقوة وأنا أبكي
دموعي التي لم أذرفها عند فقدي لأهلي ذرفتها الآن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 2:45 am


الجزء الخامس

مر يوم كامل على وفاتها ولم أصدق بعد
سندفنها بعد قليل وما صدمني كثيراً طلب أبيها مني تغسيلها وتكفينها .
لقد طلبت منه ذلك قبيل وفاتها بيوم وكأنها أحست بدنو أجلها .
ما أعظمكِ يا فاطمة.تفكرين بعفافك حتى بعد فراق روحك عن جسدك.
أنتِ الطهر في زمن الرذيلة.
أنتِ من حاول الخونة بنزع ذلك النقاء فأبيتِ ذلك، وكان ثمنه الموت.
دخلت إلى الغرفة التي سأغسلها فيها
لم أتمالك نفسي عند رؤيتها أجهشت بالبكاء
كان وجهها وضاءاً يشع بالنور
قاومت رغبتي الشديدة بضمها لي فلا تنتزع مني أبداً
لكن أنى لي ذلك.
بدئت أغسلها وذكرياتي معها تمر أمام عيني، وكل ذكرى تهل معها دموعي .
في الأخير ضممتها إلي بحنو وقبلت جبينها،
إنها آخر مرة أراها .
صلينا عليها و ذهبنا بها إلى المقبرة أنزلناها إلى الحياة البرزخية
أهلنا عليها التراب وأحسست بقطعة من فؤادي دفن معها.
عدت إلى البيت وقلبي يأبى الفراق
مضيت لغرفتي أريد الانفراد بنفسي .
أستلقيت على سريري لعل ذلك كان كابوس و أقوم منه
لكن كيف لي أن أنام
بدء الحقد يملأ قلبي
إنهم الروس
لاشيء سأخسره
أغلى ما عندي رحلت
سأنتقم لكِ يا فاطمة
سأنتقم من كل روسي أراه
لا بل أنا من سيبحث عنهم ويدمرهم
نعم سأدمرهم مثل ما دمروا قلبي
وأنا مع وعودي لنفسي
وقعت عيناي على المصحف
لا
لن أنتقم لكِ وحدك
سأنتقم لكل مسلمه أنتهك عرضها
عن كل طفل يتموه
عن كل زوجة رملوها
سأرفع راية التوحيد ولن يثني ذلك إلا الموت
صليت ركعتان دعيت الله فيهما أن يثبتني ويضعني على طريق الحق
أعددت حقيبتي ووضعت فيها بعضاً من ملابسي ونقودا كانت معي والاهم مصحفي .
مضيت خارجاً من المنزل مستتراً من الأعين
لكن رآني بكييف وأنا خارجاً بخلسة وذهب ورأي بصمت
حتى عندما ابتعدت قليلا من البيت
أوقفني وكانت معه حقيبته
_
محمد أأنت عازم على الرحيل.
_
وما أدراك أني سأرحل؟
_
لقد توقعت ذلك منذ وفاتها.
(
أطرقت بأسى)_ ليس هناك ما أخسره.
ابتعدت عنه أمشي
_
إذا انتظرني سأذهب معك.
_
وخالتي.
_
لا تقلق كنت متأهباً وأخبرتها بذلك.
صمت وشاركني صمتي
ومضينا نمشي
اتجهنا إلى محل لقائنا بابن خطاب بالأمس
ووجدناهم كما ضننت قد رحلوا
سألنا عنهم ودلونا على طريق يحتمل أن طرقوه
وقفنا في متجر صغير ابتعنا منه كبريت لنشعل النار و ماء وقليل من غذاء
لنتقوى به في طريقنا
رحنا نسأل في الطريق الذي وصفوه لنا
أن كان أحداً رآهم
وغابت الشمس في الأفق ونحن لم نلقاهم بعد
لقد كان البرد قارساً
لذا توقفنا عن المسير وأخذنا نجمع الحطب وأشعلنا ناراً نتدفئ بها
وتوضئنا وصلينا المغرب
وأكلنا قليلاً
_
بكييف أتتوقع أن نجدهم.
_
بإذن الله.
_
أتعلم ما يؤرقني أننا من دون سلاح.
_
ان معي خنجر صغير لكنه بالطبع لا يكفي إلا للذئاب.
_
لكني أنا من دون أي سلاح
فكر برهه ثم قال: دعنا نبحث في الأشجار عن ساق قوية ولا تكون عريضة .
قمنا نبحث حتى وجدنا واحداً مناسب
أمسكه بكييف وحف مقدمته بسكينه حتى جعله حاداً
نمنا وكلنا تعب رغم البرد القارس
وإن كانت النار تدفأنا قليلاً
وأنا نائم حلمت
عشب أخضر جميل يمتد على مد بصري
ورأيت من بعيد فتاة
اتجهت نحوها
تبينت لي ملامحها
أنها فاطمة
كانت ناثرة شعرها الأسود الفاحم ومستلقية على ذلك العشب
كان وجهها الجميل ينطق بالسعادة
اتجهت إليها في سرعة والشوق يسبقني
عندما رأتني
أبتعدت وهي تبتسم وقالت بصوت كله عذوبة :
_
لا تقترب يا محمد.
_
لم يا فاطمة لم أصدق أنني أجدك.
_
لا تقلق علي إنني أحس بسعادة لم أصل لها في دنياكم
سعادة لا توصف.
ومضت بعيداً
_
لا تذهبي سآتي لكِ
توقفت وقالت:
_
لا لن تتأتي لم يحن الوقت بعد.
_
ولم؟
_
يا محمد أن ورائك مهمة كبيرة لم تنفذها.
تعجبت من كلامها ولم الحق بها رغم ابتعادها
حتى اختفت من مرأى عيني
والغريب ان ذلك العشب الأخضر اختفى باختفائها
ولم أعد أرى سوى صحراء قاحلة
وأحسست بأحد يهزني
تيقظت فإذا ببكييف يهزني
_
ما بك منذ مدة وأنا أوقظك ولم تشعر بي
_
لاشي ربما من التعب.
_
هيا بنا لقد طلع الفجر فلنصلي ونكمل طريقناً
بحثنا عنهم طوال ثلاثة أيام كاملة ولم نجدهم
لقد كانوا حذرين جداً
وفي صباح اليوم الرابع
وقفنا على مفترق طرق
_
أين تضنهم ذهبوا يا بكييف
_
أتوقع من هذا الاتجاه لان الاتجاه الأخر يتوقف بقرية صغيرة مطلة على بحر قزوين
ومضينا مع الاتجاه الذي اخترناه
ومشينا فيه قليلاً
ولم أحسس إلا بيد بكييف تجذبني إلى وراء جذع شجرة كبيرة
_
مابك؟
_
أنظر .
نظرت وإذا بكتيبة روس قادمة من بعيد
ملأ الحقد قلبي من جديد
حاولت أن اقف لاتجه اليهم
لكن بكييف جذبني اليه مرة أخرى
_
دعني انها فرصتي
_
ماذا تفعل ايها المجنون
_
ساانتقم مابك دعني أمضي
_
لا تتهور انك حتى من دون سلاح.
لم انتبه لنفسي لقد أعماني الحقد
حتى بت لم أعد أفكر
و اكمل قائلاً
_
سننضم الى ابن خطاب وسنكون جماعة ومعنا سلاح وسنصبح أقوى.
إنه على حق الهجوم الآن لا يفيد بشيء
مضت كتيبتهم و نحن نراهم والكره يملأ قلبينا
رأينا جبروتهم
لكن لن يستمر ذلك طويلاً
بإذن الله سنسحقهم ونحطمهم كما حطمونا
رأينا تلك الكتيبة تمضي وتمضي
فجأة
تفجرت بدوى عنيف
تصاعدت ألسنة اللهب
لم نرى أحداً حياً
أبيدت عن كاملها
لم نرى سوى بقايا جثث
وحطام آليات
ونيران تتوهج
أسرعنا لهم والتشفي في قلوبنا
لكن سرعان من رأينا من يطوقنا بالأسلحة
ووقعت قلوبنا في القاع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 3:00 am


الجزء السادس



الآن
أحسست بشعورهم

أبي وهو يصارع الموت
أمي التي لم تجد من يغيثها
أختي وهي تتلطخ بدمائها

وغاليتي
روحي التي انتزعت مني
من ودعت الحياة
وهي في أحضاني
فاطمة

جميعهم ماتوا وتركوني
وهاأنا في طريقي للموت
في مفارقة الحياة
انتظرت الألم ثم مغادرة الروح

لكن

لم يحصل ذلك
ما حدث

أن الأشخاص تزايدوا
مضى بعضهم يتفحص الحطام
أحسست بالنشوى في وجوههم
بل رأيت العزة فيهم
وكأنهم مثلنا سعيدين
سعيدين بما صاب تلك الكتيبة
حتى أن بعضهم كأني رئيتهم من قبل

حتى تلاحى شخص كنا نبحث عنه
الخطاب
ألتفت نحو بكييف
ورأيت السعادة فيه جلية كما هي على محياي

في الوقت الذي سمعنا أحدهم يقول لآخر:-
_ ناد خطاب.

مضى الآخر لخطاب
وأخذا يتكلمان
ثم رأيناهما متجهان نحونا

لقد كانت له هيئة القائد
المحنك الخبير

عقد حواجبه مستغرباً لما رآنا
لم يتوقع منا الخيانة

لكن منذ رأى حالنا وهيئتنا المزرية
أدرك أن توقعه كان خاطئاً

_ أخفض السلاح أنهم منا
ثم أردف
– رغم رؤيته العجب في عيون رفاقه-
موجهاً كلامه نحونا
_ أتريدان الانضمام؟
رددت _ نعم فمنذ أربعة أيام ونحن نبحث عنكم.
ابتسم وعيناه تحكي كم هو حنون على رفقائه :-
أريد أن تحكيا لي ماذا حصل معكما في المساء عندما نفرغ من تفقد الحطام .

رأيت أحدهم متوجهاً نحونا
_ أيها القائد هناك روسي خلف إحدى الاشجار
_ أهو حي.
_ نعم ولكنه ينزف.
_ دلني عليه.
أنطلق ومضينا وراءه

رأينا جندي متكئاً على جذع الشجرة
كانت كتفه اليمنى غرقى بالدم
وأحد الرجال موجهاً السلاح نحوه
كانت عيناه تنطق بالرعب الشديد

كم هم جبناء
يظهرون شجاعتهم على ضعفائنا
على نسائنا
وأطفالنا

أحسست بغضب
النار التي في جوفي تستعر
حقداً وألم


أتجه نحوه خطاب
فتشه وأخذ ما معه من سلاح
قال له :
_ قف هيا

كان سيأخذه أسيراً

وقف في ضعف شديد
خطى خطوات إلى الأمام
لكن سرعان ما تهاوى

أسرع إليه خطاب ممسكاً بساعده
يساعده على المشي

استغربت ما حدث
أبعد كل ما فعلوه نساعدهم

لكن تهاوى من جديد
وسقط على وجهه

رأيت في عيني خطاب الشك
يخاف انه يخدعهم
ليستغل الفرصة
فيغدر بأحدهم

فوجه له رشاشه
وقال له في قوة:
قم وإلا أطلقت النار .

لم يتحرك

مضى يتفحصه

ثم
اتجه نحونا
_ هيا فلنذهب من هنا قبل أن يأتي أحد الروس

لم يكن ذلك الروسي قد مات
وإنما كان ضعيفا
ضعيفاً جدا

لكن خطاب تركه
لم يكن يستطيع أخذه وهو دائم التنقل
خصوصاً انه جريح
ولا يستطيع المشي بمفرده**

أبتعدنا عن الحطام
ومضينا نمشي
حتى دخل علينا وقت صلاة العصر

صلينا جماعة
وبعد الصلاة

عرفنا على باقي الجموع


لمسنا منهم الود والتعاون
رحبوا بنا بابتساماتهم البشوشة

ثم عاودنا المسير
حتى حل علينا المساء

توقفنا في مكان
كثيف الأشجار

(أتوقع لكي لا يستدل علينا أحد)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 3:04 am


كان الجو بارداً
جمعنا الحطب

ثم
بدئنا بإشعال النيران
لقد كانت جماعتنا كثيرة
ربما تفوق الأربعمائة شخص

أقام أحدهم للصلاة
تجمعنا لأدائها

كان إمامُنا خطاب
انتشرت الروحانية والطمأنينة في الأجواء

عندما فرغنا من الصلاة
قام خطاب يدعوا
ونحن نؤمِن وراءه

بعدها
مضى البعض لتحضير الطعام
بينما
الآخرون
جلسوا عند النار يتدفئون بها
وكنت ممن جلس
ومعي بكييف

أتجه نحونا خطاب
وجلس بجوارنا

أبتسم وقال:-
_
أحكيا لي ما حدث.
رويت له ما حدث منذ ذهابنا للبحث عنه وحتى تلك اللحظة التي وجدناهم فيها.
متجاهلا سبب ما جعلنا نلحق بهم بعد يوم من لقائهم
كنت أخشى التحدث عن تلك اللحظات الأليمة

وما كنت أخشى منه قد حدث
_
لكن لماذا لم تلتحقوا بنا منذ ذلك اليوم

نظر إلي بكييف متسائلاً بعينيه
هل يحكي تلك اللحظات؟

وقفت ومضيت مبتعدا
عن بكييف وخطاب
وعن الكل

وأنا أعلم أن بكييف الآن يروي تلك اللحظات
ورغم عدم سماعي ذلك

إلا أني أراها الآن وكأنها أمامي
جلست في مكان بعيد
ملصقاً ركبتي ببعضهما
ومسند رأسي عليهما
والدموع تنساب من عيني

وتمضي الذكرى تلو الذكرى
منذ ذلك الصباح الذي رأيتها فيه أول مره
وحتى لحظة ما انتزعها الموت مني


لم أحسس بمرور الوقت
حتى وضع أحدهم يده على كتفي
رفعت عيني فإذا بخطاب
أبتسم بحنو ورحمه

_
تذكر أنها شهيدة وماتت وهي تدافع عن عرضها.

شهيدة
نعم إنها شهيدة
مرت علي تلك العبارة
_
وإنها تتمنى أن تموت شهيدة.

تلك العبارة التي قالها لي أبيها
في ذلك اليوم الذي خطبتها فيه

نعم يا فاطمة لقد مت
مت شهيدة
كما تتمنين

أبتسمت للبعيد
وكأني أراها في الجنة

_
محمد هل تعلم كيف تستخدم السلاح؟
_
لا
_
إذا غداً بإذن الله سأدربك.
ابتسمت له بامتنان بينما تابع
_
لقد جهز العشاء أتريد أن أبات جائعاً.
_
لا هيا بنا .
عدت معه لنأكل مع الجماعة المؤمنة المتحابة
عدت
وأنا متيقن بأنني أبدأ فصلاً آخر من حياتي .



**
موقف الخطاب مع الجندي حقيقي ورأيته في أحد الأفلام المسجلة عن حياته.


الفصل الثاني
الجزء الأول

تيقظت ذلك الصباح
صباحٌ أشرقت فيه الشمس مبددة سحب الظلام
تماماً مثل ما بدد الإسلام ظلام الذل والقهر
بالرغم من وجود البرد في واقعي
والكفر في عالمي

عام كامل مر
كغمضة العين
منذ ذلك اليوم الذي التقينا فيه بخطاب
أيام عزة وشموخ
تلك التي مرت

فيها
فقدنا أخواناً في الله
وكسبنا آخرين

لكن الجديد الذي لم تعرفوه بعد
أنني الآن خبير المتفجرات الأول
حتى أنني أصبحت أكون متفجرات شديدة التفجير
من دمج محتويات القنابل اليدوية بمواد أخرى

نعم
مر عام
مر عام على وفاتك يافاطمة
كم أشتاق إليك ؟
أتضنونني نسيتها
كيف للمرء ينسى روحاً سكنت نفسه
كيف ذلك؟


_ صباح الخير محمد
_ أهلاً أبا الوليد، صباح النور.
_ هيا بنا لنتوضأ قبل أن تقام الصلاة.
_ حسناً سأوقظ بكييف ونلحق بك.

ربما لا تعرفون من أبو الوليد
لكن لا بأس
سأخبركم
أبو الوليد هو الساعد الأيمن لخطاب
وهو ما يلي خطاب مرتبة في الكتائب

مضينا نتوضأ ثم لأداء الصلاة
بعد الصلاة
طلبني خطاب وطبعاً أبو الوليد وثلة معنا

وكعادته دخل في موضوعه مباشرة
_ بالأمس جاءني أحد الأعين وأخبرني عن مرور كتيبة كبيرة جدا للروس.
أستطرد ونبرة صوته يدل على أهمية الأمر :- إن استطعنا تدميرها فتصبح قاصمة لظهورهم.
أبو الوليد _ وأين موقعها؟
خطاب_ستمر قريباً من هنا صباح الغد ، أتستطيعون تدميرها.
قلت_ بإذن الله.
_ إذا هيا بنا لأريكم مكان مرورها لتزرعوا فيها المتفجرات.

اصطحبنا معه وكانت الأرض لحسن الحظ طينية نوعاً ما
لن تتعبنا كثيراً.
حددنا أماكن زرع المتفجرات
حددناها على مساحات شاسعة
من أجل أن تدمرهم جميعا.

عدنا إلى الجماعة
ورحت لإعداد تلك المتفجرات

مضينا ذلك الليل بأكمله نوزعها على الأماكن التي حددناها

وزع خطاب الجماعات لتطويق المكان
لم يبقى على طلوع الفجر سوى ساعتين

وخطاب يمر على كل جماعة يبث فينا الشجاعة
والإباء

حتى طلع الفجر
ومن الأخبار التي وصلتنا علمنا أنهم سيمرون
بعد شروق الشمس وقبل زوالها

صلينا الفجر
ثم مضت كل جماعة لتستعيد مكانها
مرت ساعة على شروق الشمس
وأخرى
ثم أخرى أيضاً

حتى لم يتبقى على زوال الشمس إلا القليل
خفت أنهم علموا بتربصنا لهم
فغيروا مسارهم

لكن رأينا الإشارة المتفق عليها
سماع البعض صوتها من خلال وضع أذانهم على الأرض
التزمنا الصمت وبتنا نترقب

لاحت الآليات من بعيد
انتظرنا حتى دخولهم الدائرة المحددة مسبقاً
وفعلاً منذ دخولهم جميعاً تلك المنطقة
ضغطنا على أزرار التفجير

والحمد لله تمت المهمة
وبأكمل وجه

وكالعادة
تفحصنا الحطام
وأخذنا ماكان صالحاً من السلاح

ابتعدنا في الاتجاه الآخر
الاتجاه الذي جاءت معه تلك الآليات

حتى تراءت لنا قرية صغيرة
وكما تعودنا
اتجهنا نحو طريق فرعي مخفي عن أعين أهالي تلك القرية لنجتازها دون الدخول فيها
حتى لا يرانا أحد الخونة ويخبر الروس

لكن خطاب أوقفنا بإشارة من يده
وهو يدقق النظر إلى القرية

قال و هو عاقد حاجبيه مشيراً بيده نحو القرية :
_ ماذا ترون؟
أحدهم_ أرى دخان يرتفع في السماء كأنه حريق أو ما شابه ذلك.
ركزت النظر نحو القرية
نعم هناك دخان لكن هناك شي آخر
هتفت في غضب :-
_ أنظروا منارة المسجد فوقها علم الروس.
التفت إلي خطاب وأحسست في عينيه شعلةٌ تتوهج من الغضب
_ فعلاً هذا ما أراه.

أكمل موجهاً كلامه لابو الوليد
_أكمل المسير كما حددته معك بالأمس وسآخذ من الرجال خمسون لنذهب إلى القرية.
أنقسمت الجموع
مضى ابو الوليد وصحبه في طريقهم
وخطاب مع رجاله
وكنت مع خطاب وكذلك بكييف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 3:15 am


دخلنا القرية
لكن مهما تكلمت
وبأي لغة من لغات الأرض أو بكلها معاً
لن يكفيني لوصف مارأيته
دمار كبير
ذلك الدخان الذي رأيناه
كان منبعثا من بقايا حطام المنازل الصغيرة
وإن بقي بعضها على حاله
الثلج الناصع البياض
الآن أصبحاً متشرباً بالدماء
جثث ملقاة
وأشلاء متفرقة

رحنا نسعف مانستطيع أسعافه
لكن الكثير من الأبرياء ينزفون
وأضعافهم فارقوا الحياة

كان مشهدا مروع
ولا أضنني سأنساه ما حييت

قال خطاب لي ولبكييف
_
أذهبا تفحصا البيوت التي لم تحترق أن كان أحد يريد المساعدة .
ذهبنا لنتفحصها
كل بيت يحمل مأساة لوحده

لكن ما لم ولن أنساه
ذلك البيت الصغير في أطراف القرية
عندما اقتربنا منه سمعنا أنين مؤلم
اجتزنا الباب الذي كان مفتوحاً على مصراعيه
كانت هناك فتاة تئن بألم وعيناها تنبئ عن رعبها الكبير

كانت متكدسة على بعضها
في خوف شديد
وفستانها الذي عليها
ممزق بقسوة
مما جعل الكثير من جسمها يتعرى

لم تنتبه لدخولنا
كانت في عالم آخر

رميت عليها ما يسترها

لكن من رأتنا حتى شهقت برعب
وتهاوى جسدها
معلناً مغادرة روحها عن جسدها
اتجهت نحوها وأمسكت معصمها متفحصاً
قلت والدمع ينسكب من عيني:-
_
لقد ماتت.
نعم ماتت من الرعب.
أنها كانت تضننا الروس .
لم تكن ذلك بحد ذاته ما أبكاني

هذا المشهد أحيا ذكرى أليمة على قلبي
وفاتك يا فاطمة
وكأنه ذاته يتكرر

_
هيا يا محمد فلنغادر.
قمت وكياني يتحطم من جديد
متى يتوقف هذا ؟
متى يكون المسلمين لهم العزة والهيبة
حتى لا يجرؤ إنسان أن يقتل منا مسلم

في المساء

بعد أن قمنا بالاسعاف للجرحى
ونزع العلم الروسي

ترك خطاب سبعة من الرجال لإكمال المهمة

وغادرنا تلك القرية
بعد أن أخذت تفكيرنا

لم أدرك كم مشينا ولا متى وصلنا إلى باقي جموعنا
فرشت لي فراشاً واستلقيت عليه
علي أجد لو في عالم النوم
راحة من واقعي
ولكن حتى في نومي
ذلك الذي عشته اليوم كأني أراه من جديد
وما انتشلني من تلك الكوابيس
صوت مروحية
مروحية عسكرية تدور في الأجواء



الفصل الثاني: الجزء الثاني

وغادرنا تلك القرية
بعد أن أخذت تفكيرنا

لم أدرك كم مشينا ولا متى وصلنا إلى باقي جموعنا
فرشت لي فراشاً واستلقيت عليه
علي أجد لو في عالم النوم
راحة من واقعي
ولكن حتى في نومي
ذلك الذي عشته اليوم كأني أراه من جديد
وما انتشلني من تلك الكوابيس
صوت مروحية
مروحية عسكرية تدور في الأجواء

كان الفجر قد طلع
وبدء النور يسري شاقا طريقه في هدوء.
لذا كان من الواضح رؤية تلك المروحية وذلك العلم الروسي البغيض مرسوماً عليها.
لكن ما عيناي اتسعت لمرائه
أن أبو الوليد كان ممسكاً بـمدفع صغير
متوجه إليها يريد إسقاطها
وفعلاً أطلق النار ورغم بعدها الكبير عنه إلا أننا رأينا وهج من النار يخرج منها،ثم تسقط مرتطمة بحافة الجبل في دوي عنيف.
أصطادها كما يصطاد الصياد طائرهُ، أصطادها بالأيمان الذي يحمله ومشفوعا بقوة آلهية.

الله أكــبــر

رددها الجميع في حماس وأيمان شديدان.**

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::: :::::::::::

عندما أفلت الشمس ومالت للغروب في نهاية ذلك اليوم
راسمة في الجو شفق جميل ممزوج باروع الالوان
معلنة نهاية يوم من حياتنا بحسناته وسيئاته
كنت انظر الى ذلك المشهد الرائع حتى جاء بكييف وجلس بجانبي بصمت ، طال صمتنا حتى قال أخيراً:-
_
محمد أريد أن أرى أمي .
نظرت اليه ،رأيت في عينيه الشوق الكبير والترقب،أنه على حق فمنذ سنه لم يرها .
_
متى تريد الذهاب، مارأيك بغدا صباحاً ؟
وقف في حماس ثم قال :- إذا سأذهب الى خطاب لأخبره.
ذهب متجها الى المخيم ثم مالبث ان وقف وألتفت علي متردداً
ثم قال:- الن ستأتي معي.
_
بالطبع أنسيت انها خالتي.
أبتسم في حنو ومضى إلى خطاب.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::: ::::::::::::::

في الغد ودعنا رفقائنا
متجهين إلى غروزني ، لم تكن بعيده ، أنما سنسلك طريقاً ملتوية .
ربما سيستغرق نهاراً كاملاً من المسير.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::: :

_
أتذكر ذلك اليوم الذي ألتحقنا فيه لخطاب .
_
وكيف لي ان انسى.
_
وها نحن عدنا مرة آخرى وحدنا .
_
لكن هذه المرة في الاتجاه المعاكس.
ضحك وقال :- نعم ان ذلك صحيح.
أقتربنا من غروزني وأنا أرى اللهفة في عيون بكييف .
ضحك في فرح وكأنه عاد إلى طفولته قائلاً:-
هيا فلنتسابق من سيصل أولاً .
قلت مشاركاً له في فرحته :-
هيا بنا لكن لا تبكي كالأطفال إن سبقتك.
_
سترى من سيفوز في الأخير.
أنطلقنا كالاطفال نتسابق وضحكاتنا تعلو
لم نكن لحظتها نعلم بان احد يترقبنا
حتى وصلنا ،قال بكييف في حبور :-
أرايت لقد فزت عليك أنت الان من سيبكي كالاطفال.

_
لا تقلقا كلاكما من سيبكي كالاطفال.
أتجهنا إلى مصدر ذلك الصوت ورأينا ثلاثة من الروسيين موجهين لنا رشاشتهم .قال أحدهم :-
_
أرميا ما معكما من سلاح.
رمينا ما معنا في حنق .
أتجهه أحدهم وأخذ السلاح ثم توجهه إلى رفقيه قائلاً:-
_
انهم من تلك الجماعة اللعينة.
لمعت عينا أحدهم وقال:-
_
لابد أن تكون مكافئة القائد هذة المرة مجزية.
أدركت في ذهول يريدون الوصول الى خطاب
لكن لن يحصل ذلك أبداً
أتجهت لهم دون تردد قائلاً في غضب:
_
أيها الملاعين.
ودفعت أقربهم إلي في قوة رامياً له على الأرض .
لكن الأخر رفع رشاشه الي في سرعه وأطلق النار
أحسست بنار تخترق كتفي الأيسر وسقطت .
في حين أحدهم قال :- لا تقتلوهم يا أغبياء أنسيتما مكافأة القائد.
تماسكت نفسي وعدت أقف في ضعف .
اتجهت لهم محاولا تحمل آلامي ورأيت بكييف يتجه إليهم هو الآخر .
لكن سرعان ما اتجه أحدهم أليه وضربه على رأسه بالرشاش الذي معه .
ففقد بكييف على أثر تلك الضربة وعيه.
دفعت أقربهم في ضعف لكن
سرعان ما دفعني بكامل قوته
سقطت مصطدما بحجر صلب .
لم أعد أرى جيداً ،ترامى إلى مسمعي كلمات متفرقة
(
اسحبوه ........الآخر لن نأخذه ...........أنه مصاب ولن نعالجه .....................هناك البديل)
ثم لم أعد أحس بشيء



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 3:18 am


أحسست بيد حانية تمسح على شعري
كأنها يد غالية على قلبي
فتحت عيناي في ضعف
رأسي مسندا في حضن ما
شممت رائحة زكية
إنها المسك.
رفعت نظري لارى من هذا الشخص
أتسعت عيناي في ذهول
لست أصدق
فاطمة
رفعت رأسي وأحسست بإلم قالت بصوتها العذب:-
_
لا ترفع رأسك ، أنتظر حتى تتشافى.
_
أحقاً ماارى اانت فاطمة.
أبتسمت بحنان وأعادتني إلى حظنها في رفق .
_
إن لم أهتم بك الآن فمتى أهتم بك.
أمسكت يدها ووضعته على وجنتي
لاحس بااكبر قدر من الدفء
قبلت جبيني في حنو وقالت:-
نم يامحمد. إنك بحاجة الى الراحة.
_
منذ رأيتك وأنا في راحة.
أغمضت عيناي ورحت في سبات عميق

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::: ::::::::

أحسست بيد رقيقة تهزني
تيقضت فابتسمت منذ رأيتها
_
هيا فلتتناول هذا الحساء.
_
لست جائعاً.
_
من أجلي يامحمد.
رأيت عيناها الجميلتان وقلت في سعادة:-
_
نعم من أجلك فقط.
أطعمتني بيديها وودت حينها أن يطول مرضي
عندما انتهيت من ذلك الحساء
مدت لي منديل لأمسح شفتي ، مسكت يديها وقلت
_
أحبك يافاطمة.
قالت بابتسامة محب: وأنا كذلك.
تذكرت ما حدث وبكييف ماذا حصل له.
قلت لها في قلق:-
_
ماذا حصل لبكييف؟
ضاقت عيناها في ألم وقالت وهي تتنهد:-
_
لا أحد يعلم.
تذكرت تلك الرؤية الضبابية
عندما قال أسحبوه .
لقد أسروه.
قالت فاطمة وهي تراني مواسية لي:-
_
انهم الخاسرون في النهاية وهو الرابح بإذن الله.
(
نعم فليفعلوا به مايشأون
أيها الروس
اسجنوه في زنازينكم
مزقوه
بــــــــــــل
أغرقوه في دمائه
وأفعلوا مايحلوا لكم
نعم أفعلوا مايحلولكم
وأيضاً
أرفعوا رؤسكم في السحب
في هام السحب
وأصـلـــــــبوه
ثم
......
...
أشنــقـــوه
لكن أنتم لن تقتلوه
بل
على بوابة المجد
تنقشوه
وفي جنات عدن
تدخلوه
بإذن الله)***

لكن ما أتمنى حقاً أن لا يطول عليك العذاب يا بكييف

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::: ::::::

مرت الأيام وقاربت على الشفاء حتى جاء ذلك اليوم
الذي وضعت فيه رأسي على رجلي فاطمة
وراحت تمر يديها على رأسي كعادتها
قالت لي والحزن يشوب كلامها:-
لقد سعدت جدا معك ................أنتهى دوري الان .
نظرت لها في دهشة :-
ماذا تقصدين بكلامك؟
رفعت رأسي ووقفت وأخذت تبتعد عني في بطأ.
_
أن الملتقى الجنة حيث نلتقي ولانفترق.......
محمد أني في انتظارك.
قلت وأنا أريد اللحاق بها
_
توقفي.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::

لم أحسس الا وأنا على فراش غريب
ورجل لم أراه من قبل أمامي سمعته يقول:-
_
مااخبارك الان.
تجاهلت سؤاله وقلت_أين أنا.
_
اهلا بك في بيتي ،أسمي عبد الله.
_
من متى وأنا هنا ؟
_
منذ ثلاثة أسابيع.
أندهشت وتمتمت :- ماذا ...كيف ... وفاطمة.
ويبدو ان سمعني اذ قال:-
_
من فاطمة؟
صمت مطرقاً رأسي فاكمل:-
_
منذ فقدك لوعيك وانت تردد أسمها.
صمت مدركا ما مر علي
لقد كنت فاقدا لوعيي وطوال تلك المدة كنت في عالم آخر.
وياله من عالم جميل.
_
أتعلم ماحل برفيقك؟
أحسست بالالم وقلت في خفوت:-
_
نعم ، لقد أخذوه.
صمت هو هذه المرة وان كانت عيناه متعجبتان.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::: :::::::::


**
حادثة حقيقة.
***
كلمات مستوحاة من قصيدة بتصرف.



الفصل الثاني : الجزء الثالث

صوت الماء يغلي وطقطقة غطاء القدر الذي يحتويه ، والصمت المريب بيني وبين ذاك الذي سمى نفسه بعبد الله.
والنار تلتهم قطع الحطب في شغف مشيعة الدفء في المكان .
طرقات قوية على الباب لتبدد الصمت
_ من سيأتي الآن؟
_ لا تخف ،انه إبراهيم، هذا موعد عودته، وهو بمثابة إبني.
قلت في سري :- لقد تبدد الخوف من قلبي منذ تلقفت السماء روح الحبيبة.
فتح الباب ودخل شاب طويل نسبياً ، ذا لحية صغيرة .
أبتسم منذ رآني وقال بلغة ركيكة بعض الشئ :-
_ الحمد لله على سلامتك ياأخي.مااخبارك الآن؟
_ بخير ولله الحمد.
لم يكن شيشانياً ،سماره الهادئ وملامحه كذلك كلها تدل على أنه عربي أو من أصول عربية .
قدم لنا العم/عبد الله بعضا من الطعام ،لم يكن سوى حساء خفيف وقطع من الخبز وشاي أسود مر.
تناولناه في صمت بدده إبراهيم. :-
_ لقد صار الان بيننا عيش وملح ،ولم نعلم إلى الآن مااسمك؟
_ محمد.....أسمي محمد.
ابتسم وقال:-
_ كأسم الرسول(صلى الله عليه وسلم) ...نعم الاسم ماحملت.
ليتني في عهد الرسول (صلى الله وعليه وسلم) لماكنا في هذا الذل ....أدفع ماتبقى من عمري وماراح منه لابقى ساعة من الزمن في عهده (صلى الله عليه وسلم).

صمت مجددا رغم التسائلات التي تلف في كياني , كيف وصلت إلى هنا ،ومن هؤلاء الذين أعتنوا بي ،ولما إبراهيم هنا ،ومن هو بالضبط؟؟؟
لكن من تلك التسائلات مايهمني معرفته الآن وهو كيف كان حالي في تلك الثلاثة أسابيع؟
_ ياعم ، كيف كان حالي في تلك الأسابيع؟
_ كنت أشبه بالنائم لم تستيقظ سوى اليوم.
_ والأكل والشرب .
_ كنا نناولك أنا و إبراهيم الماء والحساء وشربات من العسل على دفعات خلال اليوم.
أبتسمت لهم مقدرا حجم المعروف الذي قدموه لي
ثم قلت :-
_ والصلاة ...ماذا أفعل؟أأقضيها؟؟
أبتسم إبراهيم وقال:-
_ ليس عليك قضاء فانت كنت في حكم الغائب عن عقله.
_ أمتأكد من ذلك؟
_ نعم ، أنني خريج شريعة إسلامية.
أحسست بمدى طهر قلبيهما ، وقلت و أنا أحاول أن أقف :-
_ أريد بعضاً من ماء لأتوضئ .
_ لا تقف ، سأتي به إليك.
_ لا دعني ، أريد أن اتعافى بسرعه.
وقفت في ضعف متجاهلا آلالام التي أحس بها في كتفي
و الدوار الذي يكتنف رأسي.
أتجهت حيث أشار ، اشتقت لانسياب الماء على أعضائي.
اشتقت لمناجاة ربي .
سألتهما عن اتجاه القبلة
ذهبت لغرفة صغيرة ،فرشت سجادة كانت على الطاولة.
ثم كبرت ،صليت واتجهت لربي و دعيته
وكل جوانحي ترتجف من طول الغياب عنه
(.........يارب اني عبدك، ناصيتي بيدك ، ماضي في حكمك،يارب اهديني للصواب ،اللهم أكتبلي الشهادة ، والحقني بمن أحبهم ،اللهم متعنا بالنظر الى وجهك الكريم ، ياربي ،ياربي ، أشتقت للقياك ، اللهم لا تحرمني من النظر الى وجهك ، ولا تحرمني من دخول جنتك ، ولا تحرم دمي من الانهراق من أجلك ،يارب أرح بكييف من عذابه وأدخله في جناتك وأجمعنا به .يارب العالمين ،انصر دينك وأعلي كلمتك يارب العالمين ،ياربي متى اللقياء ، متى اللقياء ، ياربي أجمعنا مع رسولك صلى الله عليه وسلم ومع صحابته والشهداء والصدقيين،يارب الفردوس ، يارب الفردوس ، يارب الفردوس الاعلى .........).
مسحت وجهي لأدرك تلك الدموع التي انهمرت ...

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::

أستقيضت من نومي على صوت مناجاة فتحت عيناي فإذا به إبراهيم يدعو ويلح في الدعاء وبحكم معرفتي بالعربية سمعته يقول:-
(.......يارب ألحقني بالجماعة المجاهدة ودلني عليهم ،اللهم دلني عليهم يارب العالمين ............)
إنه يبتغينا ، يريد الجهاد ، وسمعته يدعوا بذلك طوال تلك الايام التي قضيتها عندهما ، حتى جاء ذلك اليوم الذي أنتظرت فيه إبراهيم لاودعه ، سألت العم عبد الله :-
_ ماهي قصة إبراهيم ؟ أيريد اللتحاق بالمجاهدين.
_ لا أعلم ، كل مااعلمه انني رأيته يوما يبحث عن مكان ليبيت فيه وأستضفته لدي وأعلم ايضا انه يخرج كل يوم ليتطقس أخبار المجاهدين لينظم إليهم .
_ إذا هاذا سر خروجه اليومي.
_ أجل ، انه كذلك.
قطع حديثنا دخوله ، قال لما رأى شنطتي التي أحملها:-
_ هل ستغادر؟
_ نعم .
ثم أستطردت :- وأنت أما تزال تبحث عن المجاهدين.
أطرق برأسه ونظرات الخيبة في عينيه:-
_لم أجدهم إلى الآن.
_ أنا أدلك عليهم.
أتسعت عيناه في فرح وقفز إلي ضربني في ظهري
_ أكنت تعلم ولم تخبرني ؟
ضحكت لسروره
_ المهم انك وجدتهم .أليس كذلك؟
ضحك بفرح وقال:- أحمدك ياربي ، أحمدك.
_ أتذهب معي .
_ وهل هذه تحتاج الى سؤال .
دخل وجمع أغراضه في سرعه ثم قال :-
_هيا بنا.
قال العم عبد الله :- أتذهبان كلاكما ، سأفتقدكما .
نظرنا اليه كلانا في أمتنان:-
قال ....وهو يضم العم عبد الله اليه:- لن أنسى يوماً تلك اللحظات التي جمعتنا، أدعي لي يا عماه ؟
_ سأضل دوما أدعي لك.لا بل لكما جميعاً.
وضمتته انا ايضا .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 3:23 am


انطلقنا في طريقنا، كنت أعلم أين يقعون ،أذكر تخطيط خطاب ولو كانوا قد مشوا على خططهم فسنجدهم بسهولة.
_
محمد كيف عرفت أين هم ؟
_
أنا مجاهد ومن الجماعة.
اتسعت عيناه ثم قال :- لما لم تقل؟
ابتسمت له ،لم أكن أحب أن أتكلم عن نفسي.
رددت على سؤاله بسؤال :-
_
لم أنت متلهف للجهاد .
_
أتريدني أن لا أجاهد أولا أتلهف له.
_
لا أنا لا أعني ما فهمته، أعني ليس حبك للجهاد فقط كان السبب بل وراء ذلك سر ، أليس كذلك؟
وكأني أصبت هدفي، لقد كان شكي صحيحاً
صمت يجمع شتات أفكاره وقسمات وجهه كأنه يخوض صراعاً أو يستعيد ذكرى حزينة للغاية....
قال بعد فترة صمت طويلة:-
(
كنت مدلل والدي وكان لدي أختان أصغر مني ، ورغم دلاهما لي ، إلا أنهما ربياني أنا وأختاي تربية أسلامية على الأخلاق والدين ،)
صمت قليلا ثم قال:-
(
وفي اليوم الذي جلبت فيه شهادة الثانوية لأبشرهما بنتيجتي الرائعة .دخلت ووجدت أمي تبكي بشدة ذهبت اليها فزعا قلت لها :- مابك ؟ياامي لا تبكي هاأنا جلبنت شهادتي لتفتخري بي انتي و والدي . ومنذ قلت والدي حتى زادت في البكاء ..أحسست أن هنالك شيئاً
علمت أن والدي توفي ،جاءته سكتة قلبية وفارقنا أثرها.)
ربتت عليه مواسياً ،صمت ليتمالك نفسه ثم أكمل:-
(
ومنذ يومها ألتفت جماعة السوء علي ،فقد ورثت من والدي ما يكفيني عمري كله، تغيرت أخلاقي وبدئت أشرب الدخان ثم الخمر ، اصبحت ليالي كلها حمراء شرب وبنات ، حتى تركت الصلاة)
(
ومع ذلك أمي دائما كانت تدعي لي بالهداية رغم عقوقي لها وفي يوم أمي لم تحتمل الوضع نازعتني ولم أكن حينها في وعيي دفعتها بعيداً وخرجت من البيت غاضباً ، ذهبت لاحد أصدقائي وطلبت منه الخروج لأني متضايق ركبنا سيارتي وسمعت هاتفي يرن فاذا بااختي كانت جدا غاضبه ، تجادلت معها وغضبت جدا ، أغلقتها في وجهها ومن الغضب الذي فيني لم أنتبه إلى عداد السرعة الذي تجاوز المائتان ، ولم أنتبه إلا على صوت رفيقي يصرخ:- أنتبه .
لا اذكر ماذا حدث ، لا أذكر سوى سيارتي تتقلب في عنف .
تجمع علينا الناس حينها ، كنت في وعيي وكان شابان يريدان نقلنا إلى المستشفى وضعانا في سيارتهما ، لكن رفيقي فقد الكثير من الدم وبدى وكأن روحه تخرج .قام الشابين يلقناه الشهادة ، أتعلم ماقال، ردد أغنيه فاحشة كان يرددها في حياته،
كانت صفعة عنيفة لي ،عالجت في ذلك المستشفى وخرجت في نفس اليوم لان جروحي كانت كلها سطحية،خرجت وأنا في شوق لمغفرة ربي ، أول ماتجهت الى مسجد المستشفى ،صليت
وبكيت ،بكيت كثيرا ، تذكرت أمي ، أستئجرت سيارة وذهبت الى البيت وشوقي يسبقني............. دخلت لاقبل يدي أمي لتسامحني ووجدت أختاي يبكيان نهضت أحداهما وصعدت أعلى منذ رئتني وبينما الاخرى سالتني لما رأت الخدوش والدم في ثوبي :- مابك؟ قلت لها :- أين أمي ؟ قالت وهي تبكي :- تطلب منك الحل. ذهلت ، مسكتها من كتفيها بعنف وصرخت عليها :- أين أمي ...لا تكذبي ؟ بكت وأشاحت بوجهها .
رأيت أختي الاخرى نازلة قالت لما رأتني :- لقد قتلتها ... ماتت حزنا وكمدا )
أشتد بكائه ورأفت لحاله بعد أن تمالك نفسه أكمل قائلاً:-
(
ومنذ ذلك اليوم وقد أخذت عهدا على نفسي أن أرهق تلك النفس التي أثقلتها بالذنوب وأرخصها لله ، علي أكون شفيعا لوالدي وأهلي )
سألته :- كيف إذا درست في الشريعة؟
قال:- لم أكن لأتي لاجاهد وأختاي ، كيف أتركهما؟، درست وأنتظرت حتى جاء نصيبيهما وأكملت دراستي خلال تلك الفترة)
حقاً تهون للمرء مصائبه عندما يرى مصائب غيره
قلت له محاولا أخراجه من الحزن الذي أنتابه :-
_
بإذن الله كلها ساعتان وننظم الى المجاهدين.
وسعدت جداً لما رأيت الابتسامه علت محياه رغم وجود آثار الدموع على عينيه.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::



الفصل الثاني
الجزء الرابع والأخير

أصوات المجاهدين وهم يعدون رحلهم ليمضوا من مكانهم وفي غمرة ذلك الاستعداد اتجه رجل الى خطاب:
_
خطاب في الجهة الغربية رجلان يتجهان نحونا.
_
لم تتعرف عليهما .
_
لقد بدا لي احدهما محمد لكن الأخر لم اعرفه ....هذا ما جعلني أشك.
_
أريني هما.
اتجها في سرعة وحزم وبخطوات ثقيلة تدك الأرض
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::
أطرقنا صامتين ومضينا نمشي .
لم أكن أعلم كم مضينا ونحن على هذا الوضع لكن فجأة سمعت صوت تكسر أوراق الشجر تنبئ عن اقتراب شخص أو لربما كان شخصان ورغم التفاؤل الذي أحس به إلا أن الحذر غلبني مما جعلني أشير لإبراهيم لنقف عن المسير ورحت ابحث بعيني عن مصدر الصوت لكن منذ رأيت خطاب متجها إلينا علت الابتسامة وجهي وقلت لإبراهيم
_
ها قد وصلنا.
و اتجهت إلى خطاب لأسلم عليه الذي ابتسم وضمني إليه وقال:
_
أين كنت يا رجل؟
_
قصة طويلة ما كنت فيه.
ثم نظر لإبراهيم في ود يشوبه بعض الحذر
قلت :
_
هذا إبراهيم يا خطاب وهو يريد الانضمام.
ابتسم وقال:- أهلاً بك .
ثم التفت إلي وأكمل:-
_
أين بكييف؟
أطرقت في أسى ثم قلت:-
_
ألم أقل لك إنها قصة طويلة.
_
لا بأس في المساء ستخبرني....أليس كذلك؟
ضحكت وقلت: في السمع والطاعة يا مولاي...
ضحك ولف ذراعه حول كتفي في ود .......
هكذا هو.... تشعر انه حنون جدا مع أصحابة بعكس ما تجده تماماً أمام الروس .
ذهبنا إلى المعسكر ومضى ذلك النهار في السلام والتحية.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::
أشعلت نارا عند حلول الظلام وجلست عندها لوحدي وأخذت أحرك الحطب بعود يابس نحيل لعلي أنسى تلك الذكريات ....
تلك التي انتابتني بعد عودتي لمعسكر المجاهدين ...
ذكرياتي مع بكييف.
حتى أنني لم أحسس بخطاب يجلس بجانبي إلا لما ربت على كتفي ثم قال:-
_
ألن تحكي لي ؟
ابتسمت وقلت :- بلى.
صمت قليلاً أستجمع شتات أفكاري ثم بدئت أحكي له منذ لحظة خروجي وبكييف من المعسكر وحتى عودتي له مع إبراهيم .
وبالطبع متجاهلا العالم السحري الذي عشت فيه مع فاطمة ....
تنهد وقال:- وما حال كتفك الآن؟
_
الحمد لله ، يؤلمني قليلاً ولكني أشعر بتحسن كبير.
أبتسم ولم يعقب ثم قال بعد فترة صمت :-
_
في الحقيقة أني أفكر منذ مدة بإدخال أعين في الصفوف الروسية. .......... ثم تابع:-
_
وقررت في الأخير أن ذلك من الأمور التي ستخدمنا كثيرا .ما رأيك؟
كنت أعلم بطبيعة خطاب الذي يلتزم الصمت والتكتم في مثل هذه الأمور ولذا استغربت كثيراً ...........قلت بصدق:-
_
بالتأكيد ولكنك أعلم بهذه الأمور مني .
صمت قليلا ثم قال:-
_
وفي الواقع إنني ابحث عن رجل بمواصفات خاصة .......... ووجدت الكثير من الرجال يتوفر فيهم هذه الصفات .
_
إذا ماالمشكلة.
_
غير أنهم لا يجيدون اللهجة الروسية ،مما يشكك فيهم كثيرا.
_
وماذا ستفعل؟
_
الحقيقة أنني قد وجدت شخصا يجيدها إلى حد ما لكنني لم آخذ موافقته بعد.
صمت ثم أستطرد:- أتعرف من هذا الشخص ......... أنه أنت.
ذهلت ................جدا ذهلت ...............أيريدني جاسوس
أنا أعلم أنني أتقن اللهجة الروسية لأن صديقي أيام الطفولة قد عاش أغلب حياته في الروس قبل مهاجرته للشيشان مع أهله ....... وتأثرت به إلى درجة كبيرة.

لم أتوقع أبدا ذلك العرض.........
قال بعد أن رأى حيرتي وذهولي :-
_
خذ وقتاً لتفكر........ أنا أعلم أن الأمر ليس بسهل .و لك حرية الاختيار...............ثم أستطرد :-
_
ولا تنس بهذا العمل ستخدم دينك وتعلي كلمة الله.
ربت على كتفي ثم قام ومضى........


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 3:29 am


لم أنم تلك الليلة كان رأسي في دوامه .........
أنا لا أشك أن هذا العمل به الخير الكثير لدين الله وينفع أخواني المجاهدين ......... لكن أأنا أنفع لهذا العمل.
أأقدر عليه ؟؟ ..............
أبي من الشجاعة والجراءة ما يؤهلني لذلك.
....................
...........
........
...
.

مر ذلك الأسبوع ولم أقرر بعد
وكان خطاب منشغلاً عني بخبر عن وطنه
كان قد حصل انفجار في مدينة الخبر وكانت الخسائر كبيرة.
وكنت دائما ما اسمعه يتناقش مع إبراهيم عن ذلك الانفجار واراهما يترقبان التطورات ......
ذات يوم شدني حوارهما .
إذ كانا يتحدثان عن مفهوم الجهاد الحق.
سمعت خطاب يقول:-
_
كثير من الشباب لا يعرف ما هو الجهاد ومن يتوجب علينا قتاله من الكفار.
_
إن ذلك بالتأكيد السبب في حصول ذلك التفجير .
_
إنهم يضنون انه يجب أن نقاتل كل كافر رغم أن ذلك لم يرد لا في القرآن ولا في السنة.
_
بل العكس الدين يدعو إلى حسن التعامل معهم والعدل معهم .. أعني بذلك الغير محاربين لنا .
_
أن الجهاد الحق هو محاربة من يحاربوننا ويسعون ليطفئوا كلمة الله .
_
بل ليس محاربتهم فقط بالسيف أنما بكل وسيلة ممكن أن تساعد على ذلك ونزع الخوف من قلوبنا تجاههم .
_
صدقني من يسلك طريقا يبتغي به رضا الله فان الله يساعده وييسر له.
ترددت عبارتهما الأخيرتين في بالي
(
ليس محاربتهم فقط بالسيف
صدقني من يسلك طريقا يبتغي به رضا الله فان الله يساعده وييسر له....)
بت ذلك الليل وأنا أفكر . حتى صلينا الفجر وتوكلت أمري وذهبت إلى خطاب
قلت له ونحن لوحدنا :-
_
أنني أوافق على المهمة التي أسندتها لي .
ابتسم وقال:-
_
كنت متوقعاً ذلك. ثم اختفت ابتسامته وأكمل بجدية:-
بداية أريد أن تعرف ما اسمك الجديد ...اسمك هو (فالينين بيلفارم) أريد أن تنسى تماماً أن اسمك محمد .............. أريد أن تعرف من ستتعامل معه أولا لتصل إلى من يهمنا وهو (خوولوف فيتشي) ........................
ومضى يشرح ويشرح
وانا اسمع بعقلي وقلبي
ومتأكد أنني أخطو خطى وئيدة الى عالم مختلف
عالم آخر

عالم الجاسوسية

أنتهت



ما بعد النـــهايــة


صباح اليوم 11 من سبتمبر من عام 2002م

مضت السنون وهاأنا أستعد للخروج من منزلي باتجاه مكتب فيتشي .........أتعلمون ما يريد ؟
يريدني أن اتجه للمجاهدين وأصبح عين له ......ههه لا يدري أنني ذاتي عين لهم .
وآنا الآن سأذهب لمكتبه لأعرف متى سأذهب بعد أن شرح ما يريد بالضبط بالأمس .
مات خطاب وكان الخبر الوحيد الذي لم أعرفه إلا بعد فوات الاوان .لم استطع الإسراع لإيصال الخبر فقد أحاطوا عملية تسميمه بتكتم شديد جدا.....
..........
....
وها أنا الآن أمام مكتبه في تمام الساعة العاشرة
طرقت الباب سمعته يقول :-
_
أدخل فالينين.
دخلت وتوجهت إليه ،أشار إلي بالجلوس ، كان معه ملف ويتصفحه باهتمام .مضى قرابة الساعة .
رحت خلالها أتأمل المكان ليمضي الوقت بسرعة رغم حفظي لمكتبه ،ما لفت انتباهي الخزانة ،كانت مفتوحة على غير العادة.
وودت أن أتفحص ما بها علها تفيدني.
قال أخيراً:-
_
اليوم ستذهب في قرابة الساعة اثنتي عشرة منتصف الليل.
إذا هذا قراره اليوم آخر يوم لي في الروس .لا بأس.......رددت:-
_
سيحصل ذلك .
أعطاني هوية بها صورتي وأسم شيشاني وأوراق أخرى أخذت أتفحصها بينما قام هو بأخذ ذلك الملف الذي يتفحصه وقام متوجهاً إلى الخزانة وبينما هم بإقفالها دخل ضابط بسرعة وقال:-
_
أنظر إلى التلفاز ......أخبار خطيرة. وأكمل:-
_
تم الهجوم على برجي التجارة في أمريكا .
ترك خزانته وأسرع إلى الخارج وهو يقول :-
_
تلفازي منذ الأمس معطل هيا بنا إلى أقرب تلفاز.
وخرجا من الغرفة حتى دون يلتفتا الي .......نظرت الى الخزانة ..........فلأستغل الفرصة وأرى ما تحتوي .
قلبت ملفاتها لكن لفت انتباهي ذلك الملف الذي كان معه منذ قليل
كان مكتوب عليه (سري للغاية)
تصفحته ..........هالني ما رأيت
تفجير برجي التجارة لعبة لزحزحة أمن المسلمين وتغير النظرة الموجهة إليهم ..
الزمان :- لم يعرف بعد.
المكان:- أمريكا.
الخطة:-........................................
.................................................. ...


أخذت مافي الملف من أوراق لكن واجهتني عدة مشاكل .
كيف أخذها ولا يعلمون بذلك على الأقل إلى أن اخرج من روسيا. أهتديت لفكرة ساغير جميع الملفات بحيث كل ملف يحتوي على ورقة من هذا وأخرى من تلك وهكذا....حتى لو اكتشفوها باكرا سيأخذون وقتا لترتيب الاوراق واكتشاف الناقص.وأغلقت الخزانه وجعلتها كما تركها وأتجهت الى الحمام الملحق بالغرفة ومعي الأوراق ، كان يجب أن أخفيها ،قسمتها نصفان ولففتهما على فخذي ولبست بنطالي رأيت نفسي في المرأة .وتأكدت من عدم وضوحها .سمعت صوتاً في الخارج
وخرجت من الحمام

..
.
.
.

_
أين كنت؟
_
كنت في الحمام ،فمعدتي مضطربة منذ الصباح .
وأيدت قولي بمسك بطني بألم
_
منذ قليل لم يكن بك شئ.
_
لقد اشتدت علي ......لا أعلم منذ فترة وهي مضطربة.
ثم أكملت لأستبعد الشبهات عني:-
_
لابد أن نجتمع اليوم على العشاء قبل أن أذهب .
أبتسم وقال:- لا أضن ذلك لانشغالي اليوم لكن سأحاول.
خرجت بعد أن صافحته وأول ما اتجهت إلى المطار لأبحث عن رحلة إلى أي دولة مسلمة .لكن للأسف لم أجد إلا بعد أربع ساعات. ولأني أعلم بأنني لن أستطيع الدخول إلى الشيشان بعد اليوم فلذا استغللت الفرصة واتجهت إلى هنالك.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::
بعد مسيرة ساعة ها أنا الآن في غروزني أول ما اتجهت إلى الأطلال.
وداعا أمي .........وداعا أبي ................وداعا أختي
بل إلى اللقاء في جنة عرضها السموات والأرض
ولأن وقتي لن يسمح لي بالبقاء أكثر من ساعة اتجهت
إلى قبرها ....................فاطمة
ليتك هنا لتعرفي ما فعلت وما غيرتي بي ،كل ذلك كان بفضلك بعد الله عز وجل .
أحتاجك فاطمة ..............جدا أحتاجك.
مضى قرابة الأربعين دقيقة لم يتبق شيء سأزور خالتي التي لم أرها من سنين.
طرقت الباب وانتظرت قليلا قبل أن تفتح.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الوردة الوردية*
مشرفة قسم القصص والروايات
*الوردة الوردية*


عدد الرسائل : 71
ا : متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ FP_04
تاريخ التسجيل : 15/06/2008

متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: متى تتلاقى ارواحنا ؟؟   متى تتلاقى ارواحنا ؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 03, 2008 3:38 am


هي نفسها لم تتغير ، ما تغير أن الحزن اكتسى عيناها
ارتميت في حضنها وهي منذ رأتني وهي تبكي غير مصدقة
قالت بعد فترة :-
_
كيف حالك بني؟
_
الحمد لله وأنتي يا خالة ؟
_
الحمد لله. قالت بعد تردد :-
_
وما أخبار بكييف؟
لف الحزن كياني وقلت بأسى:-
_
احتسبيه يا خالة.
رمت بنفسها على أقرب كرسي وغطت عيناها وأخذت تبكي
دخل علينا مسخدوف واحتضنني منذ رآني
_
ما بها أمي ؟
لم أقل شيئا ........صمت ثم قلت بعد أن رأيت ساعتي
_
لقد تأخرت يجب أن أذهب .
قال مسخدوف :-
_
يجب أن تنتظر، الروس بالخارج يفتشون المنازل.
ثم أكمل :- إنهم يبحثون عن شخص ما.
يا الهي لقد عرفوا بالأمر .........أخذت أفكر ثم حسمت أمري بسرعة .ذهبت إلى أقرب غرفة وأنا أرى عجب خالتي ومسخدوف أخرجت الأوراق.
اتجهت بعد أن لبست ملابسي إلى خالتي
_
خالتي هذه أوراق يجب أن لا يحصل عليها الروس حافظي عليها وقدميها إلى المجاهدين .حاولي يا خالة بقدر ما تستطيعين أنني لا أضمن حياتي.
أومأت رغم الذهول الذي بعينيها وأخذتها .
اتجهت لأخرج
قالت خالتي:-
_
أين تذهب؟
_
لا أريدهم أن يعرفوا أنني كنت هنا.
وخرجت ......... أدرت عيناي نحو منزل فاطمة .........وداعا
واتجهت نحو الغابات
لكن
سمعت صوتاً يقول :-
انه هو؟
ثم صوت أطلاق نار
أحسست بنغزة كالشوكة.
لم تكن مؤلمه جدا لكني أحسست بسقوط جسدي
و بروحي تصعد.
رغم سماعي الاخر يقول :-
_
ايها المغفل أنهم يريدونه حياً.
أحسست بروحي في السماء
ورأيت أمي وأبي وأختي
بل فاطمة
لا أعلم كيف ذلك أم هي أرواحنا تلاقت.
لكن كل ما اشعر به
سعادة فوق حد
تصور البشر


تمت بقلم ورد الجوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
متى تتلاقى ارواحنا ؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طمــوح المعـــالـي :: المنتديات الادبيه :: القصص-
انتقل الى: